خاص ل"بلدنا" .. د.سباتين: المضادات الحيوية سلاح ذو حدين ويجب ترشيد استهلاكه

تقرير خاص لشبكة بلدنا الإعلامية ديما دعنا

القدس- ما بين ١٨ وحتى ٢٤ من تشرين الثاني ينظم سنويا الاسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية فيه يتم تنظيم الكثير من الفعاليات في جميع أنحاء العالم للتوعية بشأن ترشيد استخدام المضادات الحيوية وطرق التعامل الآمن معها حيث تعد سلاحا ذو حدين ..

التقت شبكة بلدنا الاعلامية مع د. علي سباتين رئيس قسم الأمراض المعدية والسارية في مستشفى المطلع وعضو اللجنة الوبائية الفلسطينية الذي عرف لنا المضادات الحيوية بقوله هي مواد ومركبات تقوم بالتخلص والقضاء من البكتيريا ، وتعتبر من اهم ما توصل له العلم في المحافظة على النفس البشرية عبر التاريخ حيث تقوم بقتل او تثبيط نمو الجراثيم.

جراثيم تقاوم المضادات

ويضيف: أثبتت الجراثيم مع الوقت ان لها القدرة على تشكيل مقاومة لهذه المضادات كنوع من الحماية لها والتأقلم، ففي حالة تعريض الجراثيم للمضادات الحيوية بدون داع ستصبح مقاومتها لهذه المضادات اسرع وسنشهد جيلا من الجراثيم المقاوم للمضادات الحيوية بوتيرة أسرع فيما لو انه لم يتم الافراط في استخدام المضادات.

قرار طبيب

وشدد سباتين على أن أخذ المضاد الحيوي يجب أن يكون بقرار من طبيب بعد معاينة وفحص المريض في المستشفيات والمراكز الصحية، والأهم من ذلك اخذ زراعات لتنية الجراثيم من جسم المريض لتحديد نوع المضاد الحيوي الانسب والفترة الزمنية اللازمة لاعطائه.
وفي حال استخدم المريض المضاد الحيوي ومن ثم توقف عن استخدامه في حال شعر بتحسن ملموس، نصح سباتين بأنه يجب أن يتم أخذ المضاد الحيوي للفترة الزمنية التي حددها الطبيب المعالج, وان وقف أخذ المضاد الحيوي قبل الانتهاء من الكورس العلاجي سيؤدي الى امكانية الانتكاسة من قبل المريض بنفس الاعراض التي بدأ من اجلها العلاج وممكن ايضا ان تصبح الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية بشكل سريع.
ويضيف : هناك مقولة متداولة حول المضادات الحيوية " ان المضاد ان لم يفيدني فلن يؤذيني" وهي مقولة غير صحيحة بتاتا, فالمضاد الحيوي هو دواء له الكثير من الاعراض الجانبية التي تتفاوت من شخص لشخص وقد تتسبب في ايصال المريض الى المستشفى, والاخطر من الاعراض الجانبية على الشخص نفسه هي الاعراض الجانبية التي ستحل بالمجتمع جراء ظهور جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية وخسران قوة المضاد الحيوي وفعاليته

وتابع : لنفهم هذه المعضلة، كلنا يلاحظ حجم صرف المضادات الحيوية في فصل الشتاء, بالرغم من هذه الزيادة ناتجة اصلا من الالتهابات الفيروسية ولا داعي لاخذ المضادات, هنا نتحدث عن شريحة كبيرة جدا ومن مختلف الاعمار تتناول المضادات الحيوية وبنفس الفترة الزمنية, لتقاوم للاسف التهابات فيروسية, سيؤدي لا مجال للشك لظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية. ولن يكون هناك مضادات حيوية قادرة على قتل هذه السلالات للاسف.

المضادات والأطفال

وفيما يخص الاطفال والمضادات الحيوية شدد سباتين أنه يجب أن يعطى المضاد الحيوي عند الحاجة اليه فقط ولا يقاس بفترة زمنية لاعطائه, وهناك الكثير في البلدان التي تتبنى سياسة مراقبة وترشيد صرف المضادات الحيوية؛ ففي كثير من الاحيان يصل الطفل الى مراحل متقدمة من عمره ويتجاوز طفولته دون ان يحتاج لتناول اي مضاد حيوي.
وعن أهمية التوعية بالتقليل من استخدام المضادات الحيوية، أوضح أن هذه الاهمية تنبع بالدرجة الاولى من منطق الحفاظ على المضاد الحيوي ليبقى قادرا على مواجهة الالتهابات البكتيرية في المستقبل. كون الافراط في استخدامه يفقده قيمته ونشدد على أنه سلاح ذو حدين يشفي من الأمراض لكنه قد يسبب الوفاة احيانا