من هيئة مسنّ لمركبة فارهة ومخدرات.. الشرطة تكشف خداع متسول ببيت لحم والشارع يطالب بالرقابة
بلدنا-تقرير حياة حمدان- في ظل تفاقم ظاهرة التسول في مختلف مدن الضفة الغربية، ومع تزايد الشكاوى من استغلال البعض لهذه المهنة كوسيلة للكسب غير المشروع، تمكنت الشرطة الفلسطينية في محافظة بيت لحم من ضبط شخص تبيّن لاحقًا أنه يمارس التسول بطريقة احتيالية، متخفيا في هيئة مسنّ معاق، بينما هو في الحقيقة شاب قوي البنية، ويمتلك مركبة فارهة وأرصدة مالية. القضية أثارت جدلا واسعا بين المواطنين وأصحاب المحال التجارية، الذين عبّروا عن آرائهم حول الظاهرة وضرورة معالجتها عبر القانون والرقابة الرسمية.
وحول تفاصيل القضية وملابساتها، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، العميد لؤي ارزيقات: “ قبل عدة أيام، لاحظت إحدى دوريات إدارة المباحث العامة تصرفات مريبة لأحد الأشخاص الذي ادعى أنه متسول، كان يرتدي ملابس مهترئة ويظهر بمظهر مسن كبير معاق يعاني من أمراض، ولا يقوى على الحركة. لكن في بعض الأحيان كانت هناك ملاحظات بأنه يتحرك بسرعة في مدينة بيت لحم. وبعد تكثيف عملية المراقبة من قبل إدارة المباحث العامة، تم إلقاء القبض عليه، ليتبين أنه شاب قوي البنية لا يعاني من أي إعاقة، وكان يحضر من خارج محافظة بيت لحم ويستبدل ملابسه ثم يبدأ بالتسول.”
وأضاف ارزيقات: “أثناء القبض عليه، ضُبط بحوزته حبوب مخدرة ومشروبات روحية، وتبيّن أنه يمتلك مركبة فارهة وإيداعات بنكية. تم توقيفه لحين استكمال الإجراءات القانونية بحقه. ونود إرسال رسالة واضحة للمواطنين بأن هذه ليست الحادثة الأولى، فهناك العديد من الحالات التي امتهن فيها البعض مهنة التسول لجمع المال بطرق غير مشروعة، لذا نرجو عدم التعاطي معهم، وإبلاغ الشرطة والأجهزة الأمنية عنهم، وتحديد أماكنهم. وشعبنا معطاء وكريم، وإذا كان لابد من تقديم المعونات، فلتكن من خلال الجهات الرسمية ووزارة التنمية الاجتماعية ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية.”
وفي جولة ميدانية لرصد نبض الشارع، عبّر المواطن عيسى، وهو صاحب محل تجاري في سوق بيت لحم، عن رأيه قائلًا: “ظاهرة التسول زادت في بيت لحم وكل الضفة، والآن لم نعد نعرف المحتاج من غير المحتاج، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية. برأيي، المحتاج الحقيقي لا يطرق الأبواب لطلب المال، لأن الله تعالى يقول: ‘وأما السائل فلا تنهر’. عندما يأتيني شخص للمحل ويطلب المساعدة، أعطيه إذا استطعت، فقد يكون بحاجة لشراء خبز لأطفاله. لكن إذا كان متسولا ومعه مخدرات، فهذا أمر يستوجب رقابة من السلطة الفلسطينية. إذا شعرت أن الشخص محتال، لا أعطيه، خصوصا إذا تكرر مجيئه كل يومين أو ثلاثة، فأعرف حينها أنه اتخذ التسول مهنة وليس حاجة.”
أما المواطن إبراهيم، فأكد على ضرورة الردع القانوني، قائلًا: “هذا الشخص يجب أن يُعاقب في أسرع وقت وفق إجراءات المحكمة والقضاء. نحن كأبناء بيت لحم نعرف المحتاجين ونتوجه إليهم في بيوتهم لتقديم المساعدة. لكن هؤلاء المتسولون يأتون بسيارات، وكثيرا ما رأينا سيارات تنقلهم إلى مناطق مختلفة في بيت لحم، ثم يجتمعون آخر النهار في مكان واحد ويغادرون بنفس السيارات. هؤلاء لا يحتاجون، بل يمارسون التسول كتجارة. “