أشهر مدينة أمريكية تعج بالمدمنين والبغايا

11:46 ص, 10 يوليو 2025
توضيحية
توضيحية

بلدنا-هاجم النائب الأمريكي ريتشي توريس سلطات مدينة نيويورك بسبب فشلها في تنظيف ما يُعرف بـ "برودواي برونكس"، والتي تحوّلت لسوق مفتوحة سيئة السمعة للمخدرات، مليئة بالمدمنين والبغايا.

صورة جوية لجسر يونيفرستي هايتس في برونكس، نيويورك، الذي يربط برونكس بهارلم فوق نهر هدسون / Gettyimages.ru

وقال توريس في تقرير نُشر يوم الأربعاء حول "برودواي برونكس" (Broadway of the Bronx)، هو اسم غير رسمي يُطلق أحيانا على المنطقة التجارية الحيوية والمعروفة باسم "ذا هَب" الواقعة في حي ساوث برونكس في مدينة نيويورك: "لقد فشلت مدينة نيويورك فشلا جوهريا في تقديم حل دائم لأزمة لا تزال تخرج عن السيطرة".

وأضاف توريس، وهو ديمقراطي يمثل المنطقة التي تضم هذا الحي: "استجابة المدينة لم تتعدَّ كونها لعبة ’اضرب الخلد‘، حيث يتم قمع الأنشطة غير القانونية مؤقتًا، فقط لتعود سوق المخدرات إلى الظهور بشدة أكبر".

وأكد توريس أن ساحة روبرتو كليمنتي وشوارع أخرى "مغمورة" بتعاطي المخدرات والعاملات في الجنس في وضح النهار، ما أدى إلى تراجع حركة المشاة وخلق أجواء من "الفوضى وانعدام القانون".

James Keivom

وتُعد منطقة "ذا هَب" — التي تشرف عليها منطقة تطوير الأعمال في الجادة الثالثة — الممر التجاري الرئيسي بين شارعي ميلروز وموت، وتشمل ساحة روبرتو كليمنتي وتضم أكثر من 300 متجر و50 عقارا تجاريا. ويزورها أكثر من 3.3 مليون شخص سنويا.

وكانت صحيفة "نيويورك بوست" قد ذكرت في ديسمبر الماضي أن "ذا هَب" أصبحت منطقة موبوءة بالمخدرات يسيطر عليها مدمنون فاقدو الوعي.

وذكر توريس في رسالة أرسلها إلى العمدة إريك آدامز: "مع معدل شغور تجاري يبلغ 15%، لا يمكن لمنطقة تطوير الأعمال في الجادة الثالثة أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تدمر سوق المخدرات المفتوحة حركة المشاة وتشل النشاط التجاري المحلي".

James Keivom

وخلص تقرير توريس إلى ما يلي:

تحولت ساحة روبرتو كليمنتي فعليا إلى غرفة انتظار للمدمنين المسجلين في مركز "ساماريتان دايتوب فيليدج"، وهو مزود خدمات علاج إدمان قريب.

تُرسل فرق الطوارئ إلى الساحة عدة مرات يوميا، وتم الإبلاغ عما يصل إلى 20 حالة جرعة زائدة في أسبوع واحد.

تصميم الساحة — وخاصة المقاعد الدائمة — جعلها نقطة جذب للتسكع والاتجار بالمخدرات وتناول جرعات زائدة من الأفيون.

الأرصفة والشوارع المحيطة مملوءة بالحقن. وأفاد توريس بأنه يجب على الجهات التي توزع هذه الحقن تحمل مسؤولية التنظيف، بدلا من السماح بتراكمها كخطر على الصحة العامة.

لا يزال مروجو المخدرات ذوو السوابق، ممن لديهم عدة قضايا جنائية مفتوحة، يتجولون في الشوارع دون رادع، "مما يقوض ثقة المجتمع في سيادة القانون."

وصرح بيدرو سواريز، المدير التنفيذي لمنطقة تطوير الأعمال في الجادة الثالثة قائلا: "الساحة تحتاج إلى إعادة ضبط كاملة... يجب إغلاقها مؤقتًا، وعلينا إعادة تصميمها وإزالة المقاعد... لأن تلك المقاعد تتيح للناس الجلوس، تناول الجرعة الزائدة، وانتظار سيارة الإسعاف فقط".

James Keivom

وأضاف سواريز: "تجار المخدرات لا يحتاجون حتى لبذل جهد. الجمهور أسير بالفعل. حتى أولئك الذين يحاولون التغلب على الإدمان، يُعاد تعريضهم للصدمة مرارًا وتكرارا".

وناشد توريس العمدة التدخل بحملة مستمرة وطويلة الأمد تشمل عدة وكالات لإعادة تأهيل "ذا هَب".

وجاء في خطاب توريس إلى العمدة: "رغم الإعلانات المتكررة عن عمليات متعددة الوكالات — والتي غالبًا ما تُطلق ببذخ — إلا أن مدينة نيويورك لم تقترب بعد من حل أزمة الصحة العامة والسلامة التي سيطرت على ’ذا هَب‘. المهمة لم تنتهِ بعد. بل إن الأوضاع على الأرض ازدادت سوءا".

وتابع: "يجب على مدينة نيويورك أن تُظهر التزامًا متجددًا على مستوى الحكومة بأكملها لاستعادة ’ذا هَب‘ من قبضة الاتجار بالمخدرات وإعادته إلى مكانه الطبيعي: إلى سكان برونكس".

وأصرت بلدية العمدة على أنها تتابع القضية.

وصدر عن متحدث باسم إدارة آدامز بيان جاء فيه: "تتفق إدارة آدامز على أن المشاكل المتفشية منذ عقود في ’ذا هَب‘ في برونكس غير مقبولة، ولهذا السبب أطلقنا نموذج ’Community Link‘ في الحي — وهي عملية متعددة الوكالات لتعزيز الموارد للتعامل مع قضايا تعاطي المخدرات، والصحة النفسية، والتشرد، والنظافة، وغيرها من مشاكل جودة الحياة التي تمنع جنوب برونكس من تحقيق إمكاناته الكاملة".

وأردف المتحدث: "لقد استجبنا لآلاف الشكاوى، وأصدرنا أكثر من 3,600 استدعاء، ووفرنا مأوى لعشرات المشردين، وأزلنا أكثر من 730 حقنة من شوارعنا، وأجرينا أكثر من 1,000 عملية اعتقال، وأكثر من ذلك. لكن دعونا نكن واضحين: هذا العمل لم ينتهِ بعد — أولويتنا هي ضمان السلامة. التقدم يُقاس، لكن الشعور بالأمان هو الأهم. سنواصل العمل حتى يشعر كل فرد بالأمان والطمأنينة".

وكان توريس قد انتقد سابقا الحاكمة كاثي هوكول بسبب عدم تدخلها لتفكيك وكر المخدرات.

وتعود المخاوف إلى سنوات سابقة؛ ففي عام 2021، أرسل تجار وأصحاب أعمال محليون رسالة إلى العمدة السابق بيل دي بلازيو، طالبوه فيها بالتحرك حيال تفشي المخدرات، والتشرد، والجريمة في "ذا هَب".

وأعلن توريس الأسبوع الماضي أنه من غير المرجح أن يترشح لمنصب الحاكم، وأنه سيخوض انتخابات إعادة الترشح لمقعده النيابي في الدائرة الخامسة عشرة العام المقبل.

-نقلا عن rt