"برن" السويسرية تشهد أكبر تظاهرة منذ بدء حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة

01:39 م, 22 يونيو 2025
توضيحية
توضيحية

بلدنا- في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خرج ما بين 10,000 إلى 20,000 متظاهر يوم أمس في العاصمة السويسرية برن، في تظاهرة وطنية ضخمة دعا إليها ائتلاف واسع من منظمات المجتمع المدني، مطالبين بوقف فوري ودائم ومراقب لإطلاق النار في قطاع غزة، وبتغيير جذري في موقف الحكومة الفدرالية السويسرية تجاه المجازر المستمرة.

هذه التظاهرة، التي وُصفت بأنها الأضخم منذ بدء الحرب في أكتوبر عام 2023، تميزت بحضور لافت لشخصيات سياسية سويسرية رفيعة، في مقدمها الرئيسة السابقة للمجلس الفدرالي السويسري، روث درايفوس، ورئيس الحزب الاشتراكي السويسري سيدريك ويرموث، إضافة إلى شخصيات برلمانية بارزة، على رأسهم السيناتور كارلو سوماروغا، عضو مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان الفدرالي).

المنظمون الذين بلغ عددهم نحو ثلاثين منظمة، من ضمنها اتحاد النقابات السويسرية (USS)، وأمنستي إنترناشيونال، والحزب الاشتراكي السويسري (PS)، والخُضر (Les Vert-e-s)، وحملة كامباكس (Campax)، شددوا في بيانهم على أن “السكوت الرسمي المتكرر لم يعد مقبولًا، وعلى سويسرا أن تتجاوز خطاب الحياد السطحي، وتتخذ مواقف مبدئية حقيقية”.

درايفوس: "لا يمكننا الصمت بعد اليوم"

على الساحة الفدرالية في قلب برن، وقفت روث درايفوس، أول امرأة تترأس المجلس الفدرالي في تاريخ سويسرا، أمام حشد غفير لتدين بصوت واضح تقاعس الحكومة، قائلة:

"لقد سئمنا من هذه الحرب ومن هذه المجازر ومن الأرواح التي تُسحق يومًا بعد يوم. ما ننتظره من حكومتنا ليس التردد، بل إدانة واضحة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومن الجانبين، ولكن في هذا التوقيت بشكل خاص، من الجانب الإسرائيلي".

وتعرضت درايفوس لمقاطعات من بعض المتظاهرين، لكنها ردّت بحزم: "لن نصل إلى أي مكان بهذا الأسلوب. الوحدة والاحترام المتبادل هما ما يمنحنا القوة".

ويرموث: "لا حياد مع الجريمة"

سيدريك ويرموث، رئيس الحزب الاشتراكي، لم يُخفِ غضبه من أداء وزارة الخارجية بقيادة إينياتسيو كاسيس، وقال:

"كفى من الاختباء وراء سياسة حياد زائفة، الحياد لا يعني الصمت أمام الإبادة. إذا التزمت الحكومة بالصمت، فهي شريكة".

وانتقد ويرموث في كلمته ما وصفه بـ"تواطؤ سياسي مع الاحتلال"، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة "مرتكبي جرائم حرب، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس".

سوماروغا: "على المجلس الفيدرالي أن يتحرك"

السيناتور كارلو سوماروغا، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البرلمان، اعتبر أن على المجلس الفيدرالي اتخاذ موقف شجاع وواضح، مشيرًا إلى أن “السكوت أو المواقف الرمادية لا تخدم سوى المعتدي”.

ودعا سوماروغا وزارة الخارجية إلى "العمل العاجل من أجل فرض وقف إطلاق نار شامل"، محذرًا من أن "الاستمرار في الاختباء وراء مفاهيم الحياد التاريخية في ظل المجازر يُعد نوعًا من التواطؤ الأخلاقي".

وطالب المتظاهرون الحكومة السويسرية بإدانة علنية للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في غزة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة النظر في السياسات السويسرية المتعلقة بالتعاون الأمني والتجاري مع إسرائيل، وعدم استخدام "الحياد السويسري"؛ كذريعة لتبرير الصمت.

-نقلا عن وكالة وفا