الحديث ذو شجون .. رونالدو العربي

فايز نصّار - شبكة بلدنا الاعلامية
أرسل لي صديقي الشاعر الجزائري عزالدين ميهوبي تصميما من إبداع شاب جزائري ، يتخيل تَقَمُص النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي زيّ نادي شبيبة الساورة الجزائري ، الذي يمثل الجزائر في بطولة الأندية العربية .. وتوقع الميهوبي أن توقع القرعة الشبيبة مع النصر السعودي ، بما قد يجمع صاحبي ال 12 كرة ذهبية وجهاً لوجه في الملاعب العربية .
وذهب مشجع فلسطيني إلى إمكانية مواجهة كريستانو رونالدو لنادي شباب الخليل ، الذي يمثل الوطن في البطولة العربية ، فتوكل للعويوي مهمة مراقبة النجم البرتغالي ، ويتكفل البهداري بقطع الكرات الهوائية عن رأس الدون القاتلة ، بما يخفف عن الشويكي القرصنة التهديفية لصاحب الأرقام القياسية .
كلام مثل هذا يسترب إلى المنتديات الرياضية ، المنتشرة في باحات الأندية والمقاهي ، حيث يتندر المتحاورون حول جدوى الصفقة غير المسبوقة ، التي وقعها العالمي السعوي مع رونالدو ، مقابل مبالغ مالية خيالية ، والتزامات حياتية وفنية قد تساهم في إشعال معركة استقطاب النجوم في الدوريات الخليجية ، حيث تنفق الملايير على اللعبة الأكثر شعبية .
وينقسم المتناكفون حول موضوع صفقة رونالدو النصراوية إلى حزبين ، يرى الأول أنّ وجوده في الملاعب السعودية سيرفع أسهم الدوري السعودي ، ويسيل لعاب نجوم آخرين للعب في الحِمى النجدية ، ويساهم في زيادة المداخيل المالية ، من خلال الإقبال الكبير على كلّ ما يتعلق بالسبونسور الرياضي ، ناهيك عن تحسن أداء ممثلي السعودية في المنافسات الدولية ، وانعكاس ذلك على المنتخب الأخضر .
وفي مقابل ذلك يأخذ آخرون على النجم العالمي السوبر عدم تقديره موضع الرجل قبل الخطو ، لأنّ النجم يعيش أيامه الأخيرة في الملاعب ، وقد لا تسعفه قدراته البدنية - التي لا يختلف عليها اثنان – في مواصلة التوهج ، خاصة وأنّ السنة الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً في مستواه مع اليونايتد في البريمير ليغ ، ومع المنتخب البرتغالي في مونديال قطر ، ومن يضمن أنّ الدون سيتجاوز أزمته النفسية ، التي تسبب فيها مدربا اليونايتد والبرتغال ، وأججها عدم استطاعته التقرب من رفاقه واستيعابهم ، كما فعل نظيره ميسي ، الذي حمل رفاقه في نادي باريس ، ومنتخب الأرجنتين ، وحملوه !
والمهم هنا أنّ الدوري السعودي سيستفيد فنياً وشعبيا من قدوم رونالدو ، الذي يستفيد مادياً من هذا التجربة المحفوفة بالمخاطر ، لأن الأموال التي سترفد رصيده قد تكون على حساب صورته الاسطورية ، التي جعلت الجميع يضعه في خانة المشاهير ، إلى جانب بيليه ، ومارادونا ، وميسي ، وكرويف ، وبكنباور ، ويخشى عشاق رونالدو – وما أكثرهم - من اهتزاز صورة نجمهم المحبوب .
وسيستفيد نادي النصر كثيراً من التعاقد مع الاسطورة رونالدو ، لأنّ فارس نجد يريد العودة للمنافسة بقوة في المسابقات المحلية والدولية ، سيما وأنّه يتصدر حالياً قائمة الدوري ، الذي لم يتذوق طعمه طوال مسيرته سوى تسع مرات فقط ، مقابل 17 مرة لمنافسه اللدود الهلال .
وكانت الأندية السعودية فتحت أبوابها للاحتراف الخارجي نهاية سبعينات القرن الماضي ، عندما استقطبت نجوماً لا يشق لهم غبار ، من أمثال ريفلينو ، وأمين دابو ، ونجيب الامام ، وطارق ذياب ... وغيرهم ، فيما كان أبرز النجوم الأجانب ، الذين ظهروا في النصر البلغاري ستويشكوف ، والبرازيلي دينيسلسون ، والعاجي يوسف فوفانا ، والاكوادوري تينوريو ، والنيجري أحمد موسى ، والجزائري موسى صايب ، والمغربي عبد الرزاق الحمد لله ، والمصري حسني عبد ربه ، وبلدياته عماد النحاس .
وقدم نادي النصر خلال مسيرته الكثير من النجوم السعوديين ، من أبرزهم ماجد عبد الله ، وسالم مروان ، وناصر الجوهر ، ويوسف خميس ، ومحيسن الجمعان ، وفهد الهريفي ، ومرحوم المرحوم ، وتوفيق المقرن ، ومبروك التركي ، وصالح المطلق .. وغيرهم !
ويأمل السعوديون في مواصلة تطوير دوريهم ، كما حصل مع الدوريين المجاورين في قطر والامارات ، حيث تتحسن الأمور على كافة الصعد ، بما سيساهم في تطوير كرة القدم في منطقة الخليج ، والتي ظهرت بحللها التنظيمية القشيبة في المونديال القطري ، وصولاً إلى إقناع المزيد من النجوم للقدوم إلى الدوريات الخليجية ، ليس لختام حياتهم الكروية هناك كما فعل غوارديولا ، وزافي ، وراؤول ، وإنما للتألق في عزّ عطائهم ، لأنّ منطقة الخليج قد تكون محطة هامة لتطور كرة القدم العالمية مستقبلا ، بما تملك من امكانيات مالية ، ومنشآت رياضية ، وبنية تحتية ، واستقطابات فنية قد تسهل التطور المطلوب .
ويعتقد العارفون أنّ التطور الكروي في منطقة الخليج سيعم بالخير على الدول العربية المجاورة ، بما قد يصل إلى بلادنا ، التي ساهمت كرة القدم في دفع ملف مظلوميتها بقوة في مونديال قطر ، والأمر يقتضي دراسة إمكانية الاستفادة من التجربة الخليجية في انتداب نجوم محترفين ، يساهمون في نهوضنا الكروي ، لأنّ مثل هؤلاء النجوم يفرقون معنا في المشاركات الخارجية ، كما قال لي المدرب أيمن صندوق في لقاء إذاعي قبل أيام ، مستشهداً بأن شباب الخليل ، وهلال القدس لو كانا يملكان بعض اللاعبين المحترفين ، ممن تتوفر فيهم الخبرة الدولية ، والقدرة على حسم النتائج ، ربما لغيريت نتائج ممثلينا .
ولا يذهب المطالبون بالاستعانة بنجوم الاحتراف العالميين إلى استقطاب النجوم السوبر ، لأنّ الكلّ يعرف امكانيات الحقل ، وحسابات البيدر ، والضائقة المالية ، التي تمر بها أنديتنا .. والبديل أن نحسن التسوق في الدوريات الافريقية ، من خلال فتح قنوات الاطلاع على ما يحدث في القارة السمراء ، ولتكن البداية من متابعة بطولة أمم افريقيا للمحليين ، التي تستضيفها الشقيقة الجزائر خلال الأيام القادمة !
والحديث ذو شجون
الأربعاء : 3 كانون ثاني 2023











