فاكهة الملاعب ..كنفاني والخطيب وعوفي ومهدي مع القدامى في مونديال مصر السعودية!

وثيقة شرف تضمن هدنة بين مشجعي الريال وبرشلونة .
فايز نصّار - شبكة بلدنا الاعلامية
يعجبني الرياضي الفلسطيني - المقيم في سوريا - الأستاذ عبد المنعم جبارة ، الذي يتحفنا بين الفينة والأخرى بكلمات كاريكاتورية ، يخطها بأنامل الإبداع ، الذي يذكرنا بريادية حيفا ويافا ، وعكا وصفد .. وآخر خرجات النجم السلويّ المتألق طرفة مضمونها : سألني صديقي الوغد : لماذا تقدم أفضل النصائح في الحب ، وأنت أعزب ، فأجبته : لأن المدربين لا يلعبون؟ .. ومنها أيضاَ بأنّ " قليل الإيمان ، إذا عجز عن الحجة والبرهان ، لجأ إلى البهتان " .
نصيحة طوقان
ذكرتني أيام كانون الباردة بكلام طيرنا المهاجر ، الذي قد لا تكون له علاقة باستطرادات فاكهة الملاعب ، التي غُيبت قصراً في أيام المونديال الأخيرة ، ولكن ها أنا ألبي نداء جيش من الأصدقاء المجهولين ، ممن يستطيبون هرطقات هذا المحتوى ، ويتفاعلون مع الكلام المباح عند الخيرين ، والمغضوب عليه من قبل المصفقين ، الخارجين عن النصّ !
ولا يملك عبد فقير مثلي الفرز بين الحيين ، فالساحة - يا جماعة الخير - تحفل بالخيرين ، الذين يتفاعلون مع المبادرات الوطنية ، ويصفقون لنجاحات المبدعين ، بعيداً عن معايير الفرز غير المهنية ، ويتمنون الخير لمن يكلفون بالمهمات الجسيمة .. وحافلة أيضاً بالمثبطين ، الذين أْفنَوا عمرهم بالتَّاوُّهِ والحزَنْ ، وقعدوا مكتوفَي الأيديْ ، يقولون : حاربنا الزَّمنْ ، والذين طالبهم ملهمنا النابلسيّ ابراهيم طوقان بالقعودْ ، لأنّهم ليسوا ممن يسعون إلى النهوض بالبلد ، لأنّ التشاؤُمُ أضحى في حديثهم بالغريزَةِ والسَّليقهْ !
أمزجة الناس
والمنطق اخوتي أنّ كلّ الربع يفرزون أنفسهم من المجموعة الأولى ، وقد لا تجد من تأخذه الجرأة للاعتراف بأنّه يمارس الفلتان الرياضي ، وغير الرياضي ، ويُقدِم على توبة نصوح .. وباب التوبة مفتوح أمام الجميع ، ولا يغلقها إلا جاهل ، يخالف أحكام الربّ .
ولأنّ أمزجة الناس كبصمات أصابعهم ، لن تجد من يتفقون على أمر معين ، ليكون الحلّ بالمقاربة بين الآراء ، ومحاولة الوصول إلى نقاط تفاهم لا تغضب هؤلاء ، وتحفظ ماء وجه أولئك ، على مائدة حوار هادئ ، عماده أنّ اختلاف الرأي ظاهرة صحية ، وضامنه " أختلف معك ، ولكنيّ مستعد للموت دفاعاً عن حرية رأيك !"
قصة أبي العريف
ولست أدري إن كان متعاطو الرياضة في بلادي يسمعون بمثل هذه الكلمات ، لأنّ أبا العُريف سيد كلّ الميادين ، وهو - وحده - يفهم في الفلاحة والتجارة ، وشيخ مشايخ الحدادة والنجارة ، بما يؤهله للتفرد في أمور الحلّ والربط ، وديدنه : قل ما تشاء ، وأفعل ما أشاء !
لمحت شيئاً من هذا الجدل بين أبي العُريف ، وصاحبه الذي يملك كبد الحقيقة ، فجرّ الفهيمان الناس إلى انشطار في أمور تبدو من البديهيات .. حتى وجدنا من يستخف بروعة التنظيم القطري ، ومن يستهين بإنجاز المنتخب المغربي ، ومن يُجيرون نجاحات الأرجنتين لفريق برشلونة ، أو من يرون خسارة فرنسا عقوبة ربانية لريال مدريد ، ناهيك عن تصفيق بعضهم لدموع رونالدو ، وبكاء آخرين لدحيّة الشيخ ليونيل !
ولأنّ الأمر زاد عن حدّه ، أسمح لنفسي بالسؤال : لماذا لا نحاول التخلص من آفة الجدل ، ونجعل آذاننا أكبر من أفواهنا ، ونقبل رأي الآخرين ، حتى لو اختلفنا معهم ؟ والأهم : لماذا لا يريد الكثيرون سماع نصيحة زوج اللبنانية اينفانتيو قبل المونديال حين قال : دعوكم من الانتقادات ، وتعالوا نستمتع سويا بالمونديال ، وإذا كان هناك خلل ، فأنا أتحمله ؟ .. وصولاً إلى السؤال الأجدى: لماذا لا نحول الغيرة من الإنجاز القطري ، إلى عمل أكثر بلاغة في الردّ على المشككين ؟ ولماذا لا نصفق لأسود الأطلس ، ونؤسس أكاديميات على شاكلة أكاديمية محمد الخامس ، التي خرجت ثلة منهم ، بدل صب اللعنات على مطبات الشارع المونديالي ؟
مشاهد مزعجة
كثيرة هي الأمور ، التي اتفق عليها شارعنا الرياضي بعد انفضاض العرس المونديالي ، وأهمها روعة التنظيم ، وتألق المنتخب المغربي ، وظهور فلسطين بين الجماهير المونديالية ، والمشاهد الإنسانية الحميمية ، التي شوهدت في الملاعب ، والمدرجات ، وخلال الفعاليات المرفقة .. فيما كانت هناك بعض المشاهد غير المقبولة ، التي طالعنا بها المونديال ، ليؤكد بأنّ الزين ما يكمل !
ولعصف أذهان أصدقائي نشرت على صفحتي على الفيسبوك سؤالاً حول المشاهد ، التي ودّوا لو أنهم لم يشاهدوها في المونديال ، فتحدث الربع عن لقطة المانشافت غير الموفقة بتكميم أفواههم ، ولقطة " أفضل حارس " الأرجنتيني مارتينيز المخجلة بعد تسلمه القفاز الذهبي ، ومحاولات البعض الظهور بألوان قوس قزح ، وارتداء بعض الأنصار زيّ الحروب الصليبية ، وكشف مشجعة انجليزية عن جزء من عورتها في مكان عام ، وفقدان رجل فرنسا الأول ماكرون الرزانة عندما عدّل الزرق النتيجة .
طوشات المونديال
ورغم أن المونديال ينظم بمشاركة المنتخبات ، إلا أن متعصبي ريال مدريد وبرشلونة نغصوا علينا متعتنا ، بجرِّ مناكفاتهم العبثية إلى أكناف المونديال ، فوجدت في ثنايا حديثهم عن اللقطات الغريبة ربطاً للأمور وفق ميولهم ، فالحكام حولوا مسيرة المونديال لصالح ميسي ، وفرنسا لم تستحق الوصول للنهائي ، والمدرب ظلم رونالدو بعدم إشراكه في المباريات ، وميسي خريج اكاديمية لا ماسيا .. وغيرها من الآراء ، التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بعد انتهاء المونديال ، وطير الطيور بأرزاقها ! ... ووصل الأمر بأحدهم فرحته لانتهاء كابوس المونديال ، لأنه يريد العودة لمتعة الليغا ، والبريميرليغ ، فيما ذهب آخر إلى كون الشامبيونز ليغ أهم من المونديال !
ويبدو أنّ تواصل المناكفة - على خلفية الولاء لأندية غير فلسطينية - يساهم في استنزاف النسيج الاجتماعي الفلسطيني ، لأنّ ما سمعناه عن " طوش " في مقاهي في نابلس ، وغزة يندى له الجبين ، ولا يعفي المتورطين فيه من تهم الجهالة الجهلاء ، التي تعيدنا إلى أيام داحس والغبراء ، خاصة وأنّ المحتل الدخيل ما زال يتربص بنا الدوائر ، وآخر جرائمه استهداف لاعب الثقافي النجم أحمد دراغمة ، ابن طوباس ، الذي ارتقى على أرض نابلس ، ليخطّ بدمه معالم وحدة الألم الفلسطيني في نابلس ، وطوباس ، وطولكرم ، وفي كلّ مكان ، بما يقتضي منع الخارجين عن النصّ من المساهمة في تفتيت مجتمعنا على خلفية إعجاب بميسي ، أو رونالدو ، أو جدلية استحقاق الأرجنتين لكأس العالم ، أو عدم استحقاقها ؟
عناوين بعد عشر سنوات :
- كنفاني والخطيب وعوفي ومهدي مع القدامى في مونديال مصر السعودية !
- وثيقة شرف تضمن هدنة بين مشجعي الريال وبرشلونة .
-ياسين الرازم يجمع المقالات ، التي كتبها الفلسطينية عن مونديال قطر !
- فلسطين تلتقي كولومبيا في أول لقاءات مجموعة المونديال السابعة هذا الثلاثاء .
- اكاديمية الإعلام الرياضي الفلسطيني تخرج سبعة معلقين جدد !

















