حدث هذا .. المونديال في الصحف

كتب: فايز نصّار - خاص لشبكة بلدنا
ما زالت الصحف والمواقع العبرية تذرف الدموع على ما ساقته لها المقادير في مونديال قطر العربي ّ، الذي كشف المستور ، ووضع النائمين في عسل التطبيع في حيص بيص ، وبَيَّن لمجتمع دولة الاحتلال أن العالم العربي بعيد كل البعد عن التطبيع مع كيانهم .
ووقف المحتلون على أقسى المشاهد بعد الاحتفال بفوز المغرب ، ووصوله إلى نصف نهائي المونديال ، وسيطرة العلم الفلسطيني على الأجواء ، ودلالة الوقفة التاريخية في الدقيقة 75 من مباراة المغرب والبرتغال .
وقالت أوسع صحف الاحتلال انتشاراً " معاريف " : " إن فلسطين هزمت إسرائيل في أكبر مسرح في العالم " ، مشيرة إلى أنّ " المغرب حمل القضية الفلسطينية حتى نصف النهائي " ، وأن " المشجعين الذين حضروا البطولة ذهبوا مع التيار الرافض للتطبيع " ، مضيفة بأن " القصة الرياضية لأنجح فريق عربي وأفريقي في تاريخ المونديال ، جعلت القضية الفلسطينية تتصدر عناوين الصحف العالمية أيضًا ".
وعبر الكاتب الصهيوني بيرديشفسكي عن كونه تمنى " بأن يكون لقطار التطبيع بعض التأثير على الرأي العام في العالم العربي تجاه دولته " ، مضيفاً : " فاكتشفنا أننا كنا مخطئين .. الآن نشهد الحقيقة المرة ، التي وضعها مشجعو كأس العالم العربي أمام أعيننا ".. وبالنتيجة كما قال “ فإنّ كأس العالم الحالية ستُذكر أكثر من أي شيء آخر، باعتبارها مونديال للتضامن العربي حول السردية الفلسطينية ”.
وعبر موقع ( ICE ) العبري عن الحرقة العامة في دولة الاحتلال ، جراء مشاهد صورة العلم الفلسطيني ، التي رفعها بفخر لاعبو المنتخب المغربي ، مضيفاً : “منذ صافرة افتتاح المونديال ، تحظى الرواية الفلسطينية بدعم هائل ، ويرفع العلم الفلسطيني في كل مباراة ، وتندمج الدعوات لتحرير فلسطين مع أغاني الجماهير من الدول المختلفة ..لقد أصبح دعم المطلب الفلسطيني بالاستقلال من أكثر الرسائل ارتباطًا بكأس العالم الحالي ".
وختم الموقع القصة بالاعتراف : “ شئنا أم أبينا كأس العالم في قطر يعكس أن هناك أصوات ضد الاحتلال ، وإنكار حقوق الفلسطينيين .. وفي المستقبل ستسود الأصوات الداعية لمقاطعتنا، وستصل إلى قصور الحكام ، طالما استمرتينا في السيطرة على المناطق ، فلن يكون هناك شرق أوسط جديد" .
وعزفت صحيفة تاز الألمانية مع بكائيات الإعلام العبري ، وشنّت هجوما حادا على لاعبي المنتخب المغربي لرفعهم علم فلسطين ، واصفة ذلك بـ"معاداة السامية ، والتحدي الطفولي لإظهار الوحدة العربية المزعومة " على حد وصفها ، ووصل هجومها إلى الحكومة القطرية ، مدعية بأنّها تدعم "حركات ارهابية فلسطينية " .
وفي المقابل شادَ صحفيون أجانب بالتنظيم المميز لمونديال العرب ، مُعربين عن إعجابهم بالملاعب المذهلة للبطولة ، فقال مراسل صحيفة " ليكيب " الفرنسية هوجو قييمي : " إن التنظيم القطري للمونديال جيد جدًا ورائع ، وهو أفضل تنظيم رأيته خلال تغطيتي مختلف الأحداث الرياضية السابقة " ، مضيفاً : " إنّ ملاعب مونديال قطر مذهلة ، وفريدة من نوعها ، كما أن البنية التحتية ، ومختلف مرافق البطولة رائعة جدًا.. مراكز الإعلاميين ، وملاعب التدريبات للمنتخبات جميلة جدًا ورائعة ، والوصول إليها سهل.. لقد نجحت قطر في تنظيم هذا المونديال بشكل رائع للغاية ".
وأكدَ هوجو قييمي أنّ هذا المونديال سيبقى راسخًا في ذهنه ، من خلال جودة ودقة التنظيم ، مُشيرًا إلى أن أجواء المونديال كانت جيدة من خلال جماهير المنتخبات ، التي كانت حاضرة بقوة في كل المباريات لمُساندة منتخباتها .
وعبر مراسل ليكيب الآخر كليمون أنطوني عن إعجابه بالتنظيم المميز للمونديال ، وقال : " إنّ قطر بلد متطور جدًا .. لقد قدمت بسيارتي إلى الدوحة من ألمانيا ، وزرت مختلف مناطق قطر ، ولاحظت سهولة التحرك في الطرقات " ، مضيفاً : " بأنّ التنظيم القطري جيد للغاية.. من السهل الوصول إلى ملاعب البطولة ، ومتابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد ، نظرًا لقرب الملاعب من بعضها ، وتوفر مختلف وسائل النقل ، وسهولة الوصول إليها .. لقد أعجبتني كثيرًا ملاعب كأس العالم ، ولعل أبرزها ملعب لوسيل ، وملعب البيت .. وقد اندهشت لتقنية التبريد في ملاعب المونديال " ..
وأعرب دانيال فيسنتيني مراسل صحيفة " تريبين دي جنيف " السويسرية عن انبهاره بالتنظيم القطري للمونديال ، مؤكداً بأنّ : " تنظيم المونديال جيد جدًا ، ولا يمكن قول عكس ذلك .. كل شيء مذهل ، بلد صغير ، ولكنه كبير بمنشآته ، ومعالمه ، وبملاعبه المذهلة ، والفريدة من نوعها ، والقريبة من بعضها " ، متابعاً : " .. لقد زرت العديد من الدول ، وخلال زيارتي الحالية لدولة قطر لم أواجه أية مصاعب في التنقل ، للقيام بعملي الصحفي ، وهذا أمر جيد ، وقد نالت إعجابي .. لقد أصبحت الدوحة عاصمة مُتطورة ، ذات أبراج عالية " .
يبدو أنّ الصحافة كانت سيدة الموقف في المونديال القطري ، فنقلت من الدوحة ما يفند آراء من شككوا في قدرات البلاد العنابية منذ اثنتي عشرة سنة ، فيما اصطدمت الصحف الاحتلالية بمشاهد صادمة لم تكن تتمناها ، وحذرت من تأثيرها على الرأي العام العالمي مستقبلاً .
الثلاثاء : 13 كانون أول 2022











