د.ابو الحلاوة: السكري رابع مسبب للوفاة محليا ونصف مرضى السكري غير مشخصين

02:00 م, 16 نوفمبر 2022
د.ابو الحلاوة: السكري رابع مسبب للوفاة محليا ونصف مرضى السكري غير مشخصين




د ابو الحلاوة: عدم تفعيل برامج الكشف المبكر عن السكري سيرفع من معدل انتشاره محليا

تقرير خاص : ديما دعنا

احتفل العالم في الرابع عشر من تشرين الثاني باليوم العالمي للسكري وذلك للتوعية حول هذا المرض وخطورته على صحة الإنسان ، اذا ارتأت شبكة بلدنا الاعلامية لقاء الدكتور احمد ابو الحلاوة مدير جمعية السكري في فلسطين حيث أشار إلى أن السكري من الأمراض المزمنة وغير المعدية المنتشرة عالميا وبشكل كبير، ويشكل السكري تحديا كبيرا للأفراد والمجتمعات والدول وللصحة العامة وعلى كافة الصعد.

ويعرف السكري بأنه ارتفاع نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم لأن خلايا البنكرياس لا تستطيع إنتاج هرمون الانسولين (النوع الأول من السكري - سكري الأطفال) او ان الانسولين يكون غير كاف اولا يمكن استخدامه بفعالية (النوع الثاني من السكري). وبالتالي يتراكم السكر في الدم ويتعذر دخوله الى خلايا الجسم للقيام بالعمليات الحيوية الضرورية.
وأضاف أن السكري في فلسطين يعد من الأمراض المنتشرة انتشارا واسعا في المجتمع الفلسطيني بحيث يتوقع ان يصل معدل انتشاره الى نحو 20% وقد يرتفع الى ما يقارب 23% خلال السنوات العشر القادمة. ويذكر بان الاتحاد الدولي للسكري يتوقع ان ما يزيد عن 50% من حالات السكري غير معروفة وغير مشخصة وذلك بسبب عدم تفعيل برامج الكشف المبكر عن السكري بالإضافة للتحديات السياسية والاقتصادية وما يصاحبها من أزمات مادية ونفسية وعدم تنظيم برامج للتثقيف الصحي وزيادة الوعي حول السكري.
واوضح بأن الاحصائيات تشير بأن معدلات السيطرة على السكري في فلسطين تعتبر منخفضة بحيث ان مريض واحد من كل خمسة مرضى فقط يسيطر على السكري بشكل جيد (معدل السكر التراكمي 7% او اقل). وهذا يؤدي الى زيادة انتشار المضاعفات المزمنة للسكري كأمراض القلب والاوعية الدموية، والفشل الكلوي، والقدم السكرية، واعتلال شبكية العين والاعصاب الطرفية وهي مضاعفات منتشرة وتزيد من معاناة المرضى وآلامهم بالإضافة لتأثيراتها السلبية على النظام الصحي والتكلفة العالية جدا للتعامل مع مثل هذه المضاعفات وخاصة في مراحل متقدمة وفي ظل غياب برامج فاعلة ومتكاملة للكشف المبكر والوقاية من السكري ومضاعفاته.
وتبقى الاخبار السارة والمثبتة علميا بان تنزيل معدل السكر التراكمي بنسبة 1% تقلل من حدوث هذه المضاعفات المزمنة بنسبة قد تصل الى 25%. وجدير بالذكر ان السكري يحتل المرتبة الرابعة من أسباب الوفيات في فلسطين للعام 2021 بمعدل (10.6%) وذلك بعد وباء كوفيد-19 (25.2%)، امراض القلب والشرايين (23.7%) والسرطان (12.2%).


تحديات السكري

وحول آلية العمل لمواجهة تحديات السكري ، نوه بأن الإنجازات في مجال رعاية وعلاج الامراض المزمنة لاتزال متواضعة ولا ترقى للمستوى المطلوب والمأمول. وربما يدل ذلك على التشتت والانقسام الذي يعيشه المواطن الفلسطيني بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتحديات المالية وضعف المنظومة الصحية. ان ارتدادات هذا الوضع السيء تركت وتترك اثارها السلبية على المنظومة الصحية بشكل عام والعناية بالسكري بشكل خاص. ومهما كانت التحديات والمصاعب فان ما يهم مريض السكري وعائلته هو الحق في الوصول الى خدمة نوعية ومتكاملة دون ان يضطر الى دفع تكاليف إضافية تؤثر بشكل مباشر على حياته وحياة اسرته. وهنا تبرز أهمية ان تتبنى وزارة الصحة الفلسطينية نموذجا متكاملا في تقديم الرعاية الصحية في كافة مراكز وعيادات الرعاية الصحية الأولية في كافة انحاء الوطن وتوسيع هذه الخدمات لتصل الى جميع الفئات وخاصة الفئات الضعيفة والنائية. وبما ان الطواقم الصحية تشكل اللبنة الأساسية في تقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة سنحتاج الى زيادة اعداد الكادر الصحي كما ونوعا ووضع برنامج لتدريب هذه الطواقم بحيث تكون قادرة على تقديم الخدمة بجودة وكفاءة.
ويضيف : ان وزارة الصحة هي المظلة التي تجمع كافة مقدمي الرعاية الصحية، وبذلك يقع على عاتق الوزارة المزيد من العمل القيادي وتنسيق الجهود والموارد وتوحيد البروتوكولات الخاصة برعاية وعلاج السكري ويتم تبنيها وتطبيقها من قبل كافة مقدمي الخدمات الصحية. نحتاج للبدء بتنظيم وتنفيذ برامج وقائية لزيادة الوعي وتعزيز انماط الحياة الصحية السليمة وسن القوانين والتشريعات الصحية التي تساعد في مكافحة هذا المرض والامراض المزمنة الاخرى والتي تشترك في نفس عوامل الخطورة. ان اعتماد وتبني مبدا التغطية الصحية الشاملة يضمن الحق في الوصول الى الخدمات الصحية والتي نتطلع لها ان تكون شاملة وتلبي حاجة أبناء شعبنا وخاصة مرضى السكري منهم.


جمعية السكري فلسطين:
جمعية السكري (فلسطين) هي جمعية اْهلية وغير ربحية تأسست في القدس عام 2005 وتم تسجيلها لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك بهدف تقديم خدمات مميّزة وقائية وعلاجية لمرضى السكري والفئات المجتمعية الأكثر عرضة لهذا المرض في فلسطين وذلك بالتنسيق والتعاون بين كافة مقدمي خدمات رعاية السكري سواء الحكومية، او وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، او المنظمات الاهلية وغير الحكومية، والجمعيات، ومؤسسات المجتمع المدني. تم اعتماد جمعية السكري فلسطين كممثّل لفلسطين في "الجمعية الأوروبية لدراسة أمراض السكري"، وعضوية "الاتحاد الدولي للسكري" بحيث تضمن تواجد ومشاركة فلسطين في كافة الفعاليات الدولية والتي يرعاها الاتحاد الدولي للسكري وتبادل الخبرات العلمية والعملية وتعزيز البحث العلمي والتدريب.
تقدم الجمعية خدماتها المميزة والشمولية من خلال تطبيق "النموذج الشمولي في رعاية للسكري" والذي يهدف الى رفع مستوى الرعاية الصحية والوقائية حول هذا المرض في فلسطين. وخلال السنوات الماضية تم العمل في هذا النموذج مع وزارة الصحة الفلسطينية، والاونروا، وفي قطاع غزة. وهذا النموذج الاقل كلفة يتلاءم مع محدوديّة المصادر والامكانيات المتوفرة في النظام الصحي الفلسطيني. تقوم الجمعية وخلال شهر التوعية بالسكري واحياء يوم السكري العالمي بتنفيذ فعاليات والعمل مع الشركاء في كافة انحاء الوطن من اجل تعزيز مبادئ الوقاية من السكري والكشف المبكر عنه، بالإضافة لذلك فقد قامت الجمعية بتنسيق وصول شحنات من الانسولين الى وزارة الصحة الفلسطينية والتي تم التبرع بها من المؤسسات الشريكة والتابعة للاتحاد الدولي للسكري. ومن خلال مشاركتها الدورية في اجتماعات الاتحاد الدولي للسكري وجمعيتها العامة ستشارك الجمعية في فعاليات المؤتمر الدولي للسكري والذي ينظمه الاتحاد الدولي للسكري في لشبونة/البرتغال من 5-8 كانون الأول القادم وتقوم بعقد لقاءات مع مختصين من كافة انحاء العالم من اجل إيصال صوت مرضى السكري ومعاناتهم للعالم والعمل على تجنيد الموارد التي تساعد مرضى السكري على التعايش مع المرض وتساعد وزارة الصحة في توفير بعض الادوية الهامة للمرضى.